شهدت
مصر فور انتهاء صلاة الجمعة تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين
الذين كانوا يردّدون هتافًا مستوحًى من الثورة التونسية "الشعب يريد اسقاط
النظام" بينما حاولت قوات الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيّلة للدّموع
وطلقات الّرصاص المطّاطي.
القاهرة:وقعت
فور إنتهاء صلاة الجمعة اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المحيطين
بالمعارض المصري محمد البرادعي في ميدان الجيزة جنوب العاصمة المصرية.
وبدأ الاف المتظاهرين المتواجدين في ساحة ميدان الجيزة حيث أدى البرادعي
الصلاة في الهتاف "يسقط يسقط حسني مبارك" فور انتهاء الصلاة.
واتسعت تظاهرات تطالب باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك بعد ظهر الجمعة لتعم شوارع القاهرة، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس ومراسليها.
وانتشرت تظاهرات يشارك فيها الالاف
في معظم احياء القاهرة وهي ترفع شعارا مستوحى من الثورة التونسية هو
"الشعب يريد اسقاط النظام"، فيما بدا ان الشرطة غير قادرة على السيطرة على
الموقف. وفي ميدان التحرير رفع احد المتظاهرين لافتة كتب عليها "ارحل" بالعربية و"غو آوت" بالانكليزية.
وتجري مواجهات في العديد من المناطق بين المتظاهرين والشرطة التي تستخدم الهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وجرت تظاهرات في العديد من المحافظات الاخرى. ففي
الاسكندرية، وقعت اشتباكات بين الاف المتظاهرين والشرطة فور انتهاء صلاة
الجمعة في مسجد القائد ابراهيم بميدان محطة الرمل وهي الساحة الكبرى بوسط
المدينة، بحسب ما افاد صحافي من وكالة فرانس برس.
وفي المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية تظاهر الالاف، وكذلك في المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة). وشهدت السويس كذلك تظاهرات شارك فيها الالاف واشتبكوا مع قوات الامن. ولم تتوافر معلومات عما يجري في العديد من المحافظات الاخرى بسبب قطع خدمات الهواتف المحمولة.
وقال صحافي من وكالة فرانس برس ان
متظاهرين اضرموا النار بعد ظهر الجمعة في مبنى محافظة الاسكندرية في قلب
المدينة وان السنة اللهب كانت تتصاعد منه.
وقام خمسة الاف متظاهر على الاقل باضرام النار في المبنى اثناء مواجهات مع الشرطة.
وتحركت بعد ذلك مجموعة من المتظاهرين
في اتجاه منطقة باب شرق المجاورة حيث تحاول اشعال النيران في قسم الشرطة
الواقع في شارع جمال عبد الناصر، وهو طريق محوري في الاسكندرية.
ثم بدأت الشرطة في استخدام خراطيم
المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم كما سمع دوى طلقات تحذيرية في
الهواء، وفق المصدر نفسه. ورد المتظاهرون بالقاء الحجارة واشتبك بعضهم
بالايدي مع بعض افراد الشرطة قبل ان يتفرق المتظاهرون في قوافل اتجهت نحو
منطقة الهرم ونحو وسط القاهرة. وحشدت قوات الامن لمواجهة يوم رابع من التظاهرات غير المسبوقة ضد نظام مبارك بينما قطعت شبكة الانترنت.
وطوقت الشرطة شوارع القاهرة وتمركزت
في مواقع استراتيجية في العاصمة. من جهة اخرى، قال مستخدمون للانترنت
وفنادق ان الشبكة معطلة صباح الجمعة في القاهرة حيث اطلقت دعوات الى
تظاهرات جديدة ضد نظام الرئيس حسني مبارك.
وقال موظف الاستقبال في فندق كبير في العاصمة ان "شبكة الانترنت مقطوعة
اليوم في مصر". وأكدت فنادق اخرى هذه المعلومات. واستخدم الناشطون الذين
يدعون الى التظاهرات ضد نظام حسني مبارك، الانترنت بشكل واسع.
وكانت شبكة الانترنت قد شهدت فجرًا انقطاعًا. وتوقفت
بشكل شبه كامل خدمة الهواتف المحمولة والرسائل النصية في مصر صباح الجمعة،
بحسب ما افادت شهادات متطابقة. وفي مصر ثلاث شبكات للهاتف المحمول تخدم 65
مليون مشترك وهي موبينيل وفودافون واتصالات.
وبدأ قطع خدمة الرسائل النصية عن
هواتف شبكة موبينيل منذ مساء الخميس ثم انقطعت خدمة الهاتف التابعة لنفس
الشبكة اعتبارًا من الساعة التاسعة من الجمعة. وبدأ في الساعة الحادية
عشرة من صباح اليوم قطع خدمة الهاتف التابعة لشبكة فودافون بشكل تدريجي
وكذلك خدمة شبكة اتصالات.
وقضى الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس
الوزراء، الثلاثة أيام الماضية فى مكتبه بمقر رئاسة الوزراء بالقرية
الذكية يتلقى اتصالات هاتفية من الوزراء والمسؤولين حول تطورات الأحداث
واحتجاجات الآلاف من الشباب فى الشارع.
وقال الدكتور مجدى راضى، المتحدث باسم مجلس الوزراء، فى اتصال هاتفى مع
برنامج 48 ساعة بقناة المحور، إن "نظيف" فى حالة قلق مستمر، ويدعو جميع
المحتجين فى محافظات الجمهورية لضبط النفس وعدم تخريب المبانى العامة
والخاصة، مؤكدًا أن الشباب كانوا يريدون أن يعبروا عن رأيهم بطريقة سلمية،
وكانت تعليمات مجلس الوزراء بتوفير كل ما يتطلبه أن تخرج هذه الاحتجاجات
الشبابية بالشكل الحضارى، فالناس ظهرت يوم 25 يناير بشكل رائع، لأنهم
كانوا ينتهجون مبدأ "عايز أعبر عن نفسي"، على حد قوله.
وأضاف أن "نظيف" أجرى لقاءً تلفزيونيًّا تمنى فيه أن يعقد جلسات مع الشباب للتحاور.
وتعيش مصر على وقع
التظاهرات والتي يتوقع أن تتواصل بعد الدعوة التي وجهتها حركة 6 ابريل
للتظاهر في جميع انحاء البلاد بعد صلاة اليوم. لكن الحزب الوطني الحاكم
قلل من أهمية وحجم التحركات كما توعدت وزارة الداخلية المتظاهرين.
وعاد البرادعي الى مصر مساء الخميس
مبديًا استعداده لقيادة "مرحلة انتقالية" في بلاده ومعلنًا مشاركته في
التظاهرات الاحتجاجية التي لا سابق لها ضد نظام الرئيس حسني مبارك والتي
اوقعت ستة قتلى وادت الى اعتقال نحو الف شخص منذ الثلاثاء.
كما علق الرئيس الاميركي باراك
اوباما الخميس لاول مرة على التظاهرات في مصر قائلا "ان العنف ليس الحل في
مصر"، وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة "لاتنحاز الى اي طرف" في ما
يحدث في مصر.
وفي هذا الاطار، قال الامين العام
للحزب الوطني الحاكم رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف إن "الدولة تتصدى
لمحاولات بعض المحرضين الذين يحاولون أن يركبوا الموجة وينشروا الفوضى فى
البلاد" من دون ان يوضح من يقصد، لكنه كان يشير على الارجح الى جماعة
الاخوان المسلمين.
بدورها، حذرت وزارة الداخلية المصرية
من انها ستتخذ تدابير "حازمة" في مواجهة المتظاهرين المعارضين للحكومة،
وقالت في بيان "تعاود وزارة الداخلية التحذير من تلك التحركات والتاكيد
على انه سوف يتم اتخاذ إجراءات حازمة في مواجهتها، وفق ما يقضي به
القانون".
وفي الساعات الاولى من يوم الجمعة، شهدت شبكة الانترنت في مصر انقطاعًا كما توقفت خدمة الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المحمولة.
وعشية تظاهرات دعت اليها حركة 6
ابريل في جميع انحاء مصر صرح البرادعي للصحافيين فور وصوله الى مطار
القاهرة "انها مرحلة حساسة في تاريخ مصر ولقد جئت للمشاركة مع الشعب
المصري" في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة ايام.
وأضاف في تصريح مقتضب "يجب احترام
الرغبة في التغيير. ويجب على النظام عدم استخدام العنف في
التظاهرات".وتابع البرادعي "جئت الى هنا املا في مواصلة العمل من اجل
تغيير منظم وسلمي. وامل ان يتصرف النظام بهذا الشكل. وان يوقف العنف
والاعتقالات والتعذيب".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين
قد أكدت في وقت سابق الخميس انها ستشارك في تظاهرات "الغضب"، وقال القيادي
في الجماعة سعد الكتاتني إن "الإخوان مشاركون مع كل القوى الوطنية المصرية
وجموع الشعب المصري في أن يكون يوم الجمعة هو يوم الغضب العام للشعب
المصري".
واضاف الكتاتني أن "تهديد الحكومة ووزارة الداخلية للمتظاهرين أمر مرفوض". وتابع ان "الإخوان يتمنون أن يكون النظام المصري قد وعى الدرس، وفهم الرسالة التي أرسلها الشعب المصري".
وكانت جماعة الاخوان المسلمين امتنعت
عن دعم الدعوة للتظاهر يوم الثلاثاء الماضي التي اطلقتها حركة 6 ابريل
الشبابية والتي عادت ودعت الى الخروج من جميع مساجد مصر عقب صلاة الجمعة
للتظاهر. واكتفت الجماعة بالمشاركة بعدد من رموزها في تظاهرات الثلاثاء
وتركت لشبابها حرية المشاركة ان ارادوا.
ومساء الخميس، أعلن عن سقوط قذائف آر
بي جي في سيناء، وقال مصدر أمني مصري ان قذيفتي ار بي جى اطلقتا على مركز
شرطة في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء ولكنهما اخطأتا هدفهما واصابتا
مركزًا مجاورًا للتحاليل الطبية. كما اطلقت قذيفة ار بي جي ثالثة على حاجز
امني بالقرب من الشيخ زويد ولكنه كان قد اخلي فلم تقع اي اصابات.
وقتل خمسة متظاهرين ورجلا شرطة فيما اصيب العشرات منذ الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد. ووقعت
مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة السويس، على بعد 100
كيلومتر شرق القاهرة، حيث احرق المتظاهرون مركزًا للمطافئ والقوا الزجاجات
الحارقة على الشرطة التي هاجمتهم من جانبها بالرصاص المطاطي والقنابل
المسيلة للدموع.
وفي الاسماعيلية قال شهود ان الشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة. وفي السلوم اشتبك عمال مصريون مساء الخميس مع الشرطة بعد ان فوجئوا باغلاق منفذ السلوم الذي يستخدمونه للعبور الى حيث يعملون.
الافراج عن أربعة صحافيين فرنسييناعلن فيليب جيلي احد مسؤولي التحرير
في صحيفة لو فيغارو لوكالة فرانس برس انه تم الافراج عن الصحافيين
الفرنسيين الاربعة الذين كانت السلطات المصرية قد اعتقلتهم صباح الجمعة في
القاهرة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية
الفرنسية برنار فاليرو قال في مؤتمر صحافي ان اربعة صحافيين فرنسيين تم
اعتقالهم صباح الجمعة في القاهرة التي تشهد مزيدًا من التظاهرات ضد نظام
الرئيس حسني مبارك.
وقال المتحدث "تم ابلاغنا للتو باعتقال اربعة صحافيين هذا الصباح في القاهرة".
واضاف ان وزيرة الخارجية الفرنسية
ميشيل اليو ماري "طلبت من سفارتنا الاستفسار عن وضع مواطنينا، والاتصال
فورًا بالسلطات المصرية وطلب الافراج الفوري عنهم اذا كانت هذه المعلومة
مؤكدة".
وافاد مصدر دبلوماسي ان الصحافيين المعتقلين يعملون في صحيفتي لو جورنال دو ديمانش ولو فيغارو ووكالة سيبا للصور ومجلة باري ماتش.
قياديّ بالحزب الوطنيّ يدعو مبارك للاصلاحدعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية
بمجلس الشورى العضو البارز في الحزب الوطني الحاكم مصطفى الفقي الرئيس
المصري حسني مبارك الى التدخل واجراء "اصلاحات قوية وغير مسبوقة".
وقال الفقي في تصريحات لقناة الجزيرة
"لا يمكن للامن ان يخمد ثورة في الدنيا كلها، الحل الامني وحده ليس كافيًا
والرئيس وحده ولا احد غيره يستطيع ايقاف ما يحدث".
واضاف الفقي ان المطلوب الان هو "اصلاحات قوية وغير مسبوقة".
دعوات دولية لعدم قمع المظاهراتهذا وقال أوباما في جلسة أجوبة
وأسئلة على موقع "يوتيوب" "العنف ليس هو الجواب لحل هذه المشاكل في مصر،
ولذا يتوجب على الحكومة أن تكون حذرة بشأن عدم اللجوء إلى العنف".
وقال "على الناس في الشارع أن تكون
حذرة أيضًا من عدم اللجوء إلى العنف، وأعتقد أنه من المهم جداً أن يتوفر
للشعب الآلية للتعبير عن مطالبهم المشروعة".
وأضاف أوباما "إن مصر هي حليفة لنا
في عدد من القضايا الحساسة، لقد صنعوا السلام مع إسرائيل، وقدّم الرئيس
المصري الكثير من المساعدة لواشنطن في العديد من القضايا الدقيقة في منطقة
الشرق الأوسط، ولكنني كنت دائمًا أقول له إنه يجب المضي قدماً نحو تطبيق
الإصلاحات أكانت سياسية، أم اقتصادية". ولفت أوباما إلى أن التظاهرات هي
نتيجة للإحباط المكبوت لدى الشعب المصري.
بدورها دعت كندا الحكومة المصرية الى
اظهار "ضبط النفس" في حفاظها على الامن ووقف حجب المواقع الالكترونية.
وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان ان "كندا تاسف لوفاة
متظاهرين وشرطيين خلال تظاهرات سياسية في مصر". واضاف "اننا نحض الافرقاء
كافة على الامتناع عن اي اعمال عنف. وبشكل اخص، ندعو السلطات المصرية الى
ضبط النفس".
واعلن كانون ان "كندا تطالب الافرقاء
كافة بالحفاظ على الهدوء"، داعيا الحكومة المصرية الى "توفير احترام حرية
التعبير خصوصًا عبر وقف حجب المواقع الالكترونية". وخلص وزير الخارجية
الكندي الى القول ان "مصر لا تزال شريكًا مهمًّا لكندا ونحث الحكومة
المصرية على ضمان حرية التعبير السياسي لمواطنيها بلا تحفظ".
واعلن الامين العام للامم المتحدة
بان كي مون الجمعة في دافوس (سويسرا) انه ينبغي "احترام" حرية التعبير "في
شكل كامل" في مصر. وردا على سؤال حول الوضع في مصر والشرق الاوسط، دعا
الامين العام السلطات السياسية في المنطقة الى اعتبار هذا الوضع "فرصة
لالتزام السبل الكفيلة تلبية التطلعات المشروعة لشعوبها".
واكد بان انه يتابع "من كثب" الوضع
في تونس ومصر و"حاليا في اليمن ودول اخرى". واضاف "على جميع الاطراف
المعنيين او القادة ان يحرصوا على الا يؤدي الوضع في هذه المنطقة، وخصوصا
في مصر، الى مزيد من العنف".
ونالت احتجاجات مصر حيزًا واسعًا في
الصحف البريطانية الصاردة اليوم. فتقول صحيفة الـ "ديلي تلغراف" إن
تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيج زادت من الضغوط الدولية التي
تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في
تعاملها مع المظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيج مطالبته
للحكومة المصرية بضرورة " الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير
والتجمع" وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة
ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن
تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلغراف أن ارتفاع البطالة
والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي للرئيس مبارك كانت من
الأسباب الرئيسة التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع
للتعبير عن غضبهم.
بدورها تناولت الغارديان أيضا
التطورات في مصر وقالت إن مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع خروج
الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها
أحد أكبر منتقدي مبارك وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى "نظام جديد"
بديلا لنظام مبارك.
وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من
تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة
الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات. ونقلت الصحيفة عن البرادعي قوله
لدى وصوله إلى القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة "هذه لحظة حرجة في تاريخ
مصر ولهذا حضرت لمشاركة الشعب هذه اللحظة".
الفاينانشيال تايمز ركزت في مقالها
الذي تصدر صفحتها الرئيسة تحت عنوان "زيادة الضغوط على مبارك" على وصول
البرادعي إلى مصر ونقلت عنه قوله "إن حاجز الخوف انكسر ولن يعود مرة
أخرى".
وذكرت الصحيفة أن البرادعي كان من
المقرر أن يعقد اجتماعات مع زعماء وقادة القوى السياسية المعارضة للإعداد
إلى رد سياسي على نظام الرئيس حسني مبارك. وتناولت الصحيفة أيضا تصريحات
الرئيس الأميركي باراك أوباما على الأوضاع في مصر والتي أضوح فيها أن "
الإصلاحات السياسية ضرورية بشكل مطلق" من أجل مصر على المدى البعيد.
الاخوان المسلمون ابرز احزاب المعارضة المصرية الاخوان المسلمون الذين اعلنوا مساء الخميس مشاركتهم في التظاهرات
المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك هم ابرز احزاب المعارضة في مصر،
حتى لو انهم حزب محظور رسميا.
وفي اعقاب هذا الاعلان، اعتقلت السلطات عشرين منهم على الاقل ليل الخميس الجمعة، كما ذكر محامي الجماعة.
وتتغاضى السلطات في مصر عن انشطة جماعة الاخوان المسلمين، المستبعدة
رسميا عن النشاط السياسي، ويتعرض عناصرها للاعتقال من وقت لآخر، وتتولى
الجماعة ادارة شبكات واسعة النفوذ لتوزيع المساعدات الاجتماعية.
وبعدما كانوا يشغلون 88 مقعدا في مجلس النواب المنتهية ولايته، في
اعقاب فوز حققوه في الانتخابات النيابية في 2005، قرروا مقاطعة الدورة
الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر، ونددوا
بعمليات التزوير الكثيفة واعمال العنف لمصلحة الحزب الحاكم.
ولم يحصل الحزب الذي قدم مرشحيه على انهم "مستقلون"، على اي نائب في الدورة الاولى في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم تخف السلطة عزمها على اضعاف تمثيلهم قبل الانتخابات الرئاسية في 2011.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، اشار تقرير لوزارة الخارجية الاميركية الى ان
الاخوان المسلمين "تعرضوا لاعتقالات عشوائية وضغوط من جانب السلطة".
وينشط الاخوان المسلمون في المساجد حيث يقدمون المساعدة للمعوزين، وفي الجامعات والنقابات.
وهم اقدم حركة اسلامية سنية أسسها في مصر في 1928 حسن البنا. وتتمحور عقيدتها حول "التوحيد" ودمج الدين بالدولة.
وخلال تاريخهم، تأرجح الاخوان المسلمون بين المعارضة العنيفة للسلطة
وبين التعاون، من خلال المناداة بدولة اسلامية مع ضمان احترام اللعبة
الديموقراطية.
وفي الاربعينات، قام الاخوان المسلمون بأعمال دامية، وخصوصًا اغتيال
رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي في 1948. ثم تعرضوا لقمع شديد.
ووجه لهم الرئيس المصري جمال عبد الناصر ضربات موجعة بين 1954 و1970،
بعد تعرضه لمحاولة اغتيال نسبت اليهم. واعتقل يومها الاخوان المسلمون
بالالاف.
ومنذ 1956، استفادوا من مساعدة مالية وعسكرية قدمتها وكالة الاستخبارات
المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) التي كانت على استعداد لفعل اي شيء من اجل
اضعاف حكم مدعوم من الاتحاد السوفياتي.
وفي 1971، افرج انور السادات، الذي خلف عبد الناصر، عن الاخوان المسلمين واعلن عفوا عاما.
لكنهم لم يتأقلموا جيدا مع تحول السادات واتفاقات السلام مع اسرائيل.
وفي 1981 اغتيل السادات برصاص عناصر من قدامى الاخوان المسلمين انتقلوا
الى التطرف.
الشرطة تستهدف الصحافة الاجنبية
ذكر مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي ب سي) الذي تعرض للضرب المبرح
على ايدي الشرطة المصرية ان عناصر الشرطة يستهدفون الصحافيين الاجانب الذي
يغطون احداث التظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة المصرية.
وصرح المراسل اسد الله صاوي الذي عصبت رأسه بضمادة نتيجة اصابته،
لتلفزيون بي بس سي وورلد في القاهرة "انهم يستهدفون الصحافيين عمدا".
واضاف "لقد اخذوا مني الكاميرا، وعندما اعتقلوني بدأوا يضربونني بقبضان معدنية .. كالتي تستخدم هنا لذبح الحيوانات".
واضاف "لقد استخدموا معي الاسلاك الكهربائية".
واكد الصاوي ان العديد من الصحافيين الاجانب الذين كانوا يغطون
التظاهرة نفسها في وسط القاهرة قد اعتقلوا. واضاف "لقد تم وضعهم في شاحنات
ونقلوا الى مكان مجهول".
وصرح مصور وكالة فرانس برس ان شرطة القاهرة صادرت بطاقة الذاكرة في
كاميرته والتي كانت تحتوي على صور للمتظاهرين وهم يواجهون قوات الامن.
إطبع var addthis_config = {"data_track_clickback":true, ui_language: "ar" };