المهم.. تصوووت

موضوع: المهم.. تصوووت 18/3/2011, 4:31 am

التفـاؤل.. ابتسـامة خفـيفـة يمكن أن يمـزق بها الإنسـان كل سـحـب الظـلام.. أرجوك تفاءل وابتسم، ومن حقك أن تقلق ولكن لا تشكك في من يخالفك.. ولكن دعني أذكرك بشيء ربما يحسن من معنوياتنا جميعًا.. قبل ثورة 25 يناير كان أقصى طموحاتنا تعديل المادة، 76، و77، ويا حبذا لو المادة 88، الآن نتحدث عن تغيير كامل للدستور، وأضعف الإيمان تغيير 9 مواد بشكل مؤقت.. والبقية ستأتي.

على مدى الأسبوعين الماضيين، كانت تتنازعني بعنف فكرة، إنني مُقدم على قرار مصيري.. فماذا سأقول "نعم" أم "لا" للتعديلات الدستورية؟ في البداية، وقبل أن استوعب الخلفيات كان قلبي مع فكرة "نعم،" وعقلي يردد "لا" وألف "لا".. وظل حالي هكذا، مشتت تائه بين الفكرتين، وبين الفريقين..

ومع احتدام وتشابك الآراء والنظريات القانونية والدستورية والميتافيزيقية.. زادت ألغازي، وكلما قرأت أو استمعت زادت حيرتي أكثر فأكثر.. حتى لمعت في رأسي فكرة بسيطة تجسدت في عبارة.. كل الطرق تؤدي إلى روما.. صحيح ربما هناك طرق أقصر وأكثر أمناً.. ولكن في النهاية سنصل إن شاء الله..

ولكي أريح ضميري، وأوقف هذه الدودة الملعونة التي تنهش في عقلي.. اقنعت نفسي بفكرة أن الجميع يحب مصر ويريد الخير لمصر، وأن كان ممكن أن يكون البعض مخطئ، ولهذا حديث آخر.. المهم إنني قررت أن أتوقف عن متابعة التناحر، والدخول في مناقشات مع الكثير من الأصدقاء والزملاء.. من عينة "لتقنعني لاقنعك".. والتي كانت دائما ما تنتهي بخناقة أو "زعلة" بين أطراف النقاش.

ووسط هذه الحالة المحمومة من التلقيح المشترك للأفكار.. اكتشف وجه مشرق لما يحدث، وهو إننا وبعد طول انتظار نمارس فعل الديمقراطية والحرية علناً ولأول مرة في حياتنا.. أصبحنا نختار، ونصوت بحرية، مثل شعوب العالم المتحضرة، التي كنا نشاهدها ونـ"مصمص" شفاهنا في حصرة وحسد مثل "المحاريم" !!

الأن، نحن - كل المصريين - أمام استفتاء تاريخي، وحدث هام وقائم بحد ذاته، وبعيدًا عن نتائجه وما سيترتب عليه.. هناك شيء إيجابي يجب أن نأخذ وقتنا ونحتفل ونفخر به.. وهو اننا اصبحنا نحكم بالفعل، اصبحنا مسئولين عن مستقبلنا، ما ستريده الاغلبية سيكون حتمًا وقطعًا وبلا شك واقعًا.. صوت كل واحد من شعب مصر، سيترجم إلى قرار ونسبة حقيقة ليس ملعوب فيها.. ولن يجرؤ أحد على أن يتدخل في المسافة ما بين صوتك والقرار النهائي.. لأول مرة بملء الفم سنقول: الصوت يفرق.. صحيح النقاش حول التعديلات الدستورية أخذ طريقًا تصادمي بعض الشيء، وكانت هناك بعض التجاوزات.. ولكن هكذا هي اخطاء البدايات، أخطاء سنة أولى ديمقراطية.

لهذا اقول.. ابتسم وتفاءل، وانظر لنصف الكوب الممتلئ، لأنك انت من ملئت،.. أيها المصري المحترم.. ابتسم فمستقبلك اصبح ملك بيدك مصير، وانت حر.. يوم 19 مارس حدث ومناسبة في حد ذاتها، تدعو للبهجة والتباهي والفخر.. فأخيرًا اصبحنا نملك القرار، نملك أن نقول "نعم" أو "لا"، انطلاقًا من رؤيتنا الذاتية أو حتى الجمعية.. المهم أننا اصبحنا مصريين كاملي الاهلية، والوطنية.. وما نريده لمصر سيكون.

يوم السبت واجب على كل مصري من الـ45 مليون، الذين لهم حق التصويت، ان يذهب ويدلى بصوته..اذا كنا نحترم دماء الشهداء، اذا كان يريد ان يرى مستقبل أفضل له ولأولاده واحفاده، اذا كان يريد أن يرى مصر دولة صاحبة قرار ومكانة بين الأمم، اذا أراد أن يرى مصر يومًا دولة متقدمة، لتحتل مكانتها الحقيقة.

كلمة أخيرة: قل "نعم" او قل "لا" للتعديلات الدستورية.. المهم تقول وتصووووت..وعن نفسي، سأقول "لا".. ولكني سأحترم بشدة من سيقول "نعم".. سأقول "لا".. عن 80% اقتناع، وسأرتضى بالنتيجة لو كانت نعم - كما هو متوقع - أما لماذا هو متوقع.. فلهذا حديث آخر.. وجهد آخر سيبقى معنا في السنوات القادمة.