من يحكم مصر الان , طرفان يديران معسكر العدو
مسألة غاية في الأهمية والخطورة، شديدة التأثير على مجريات الأحداث
لا في مصر وحدها، بل في كل بلد من البلاد الإسلامية التي يحاول اهلها الخروج على نظام الحكم فيها..
ذلك لأن حرف المعركة عن وجهتها الصحيحة، وجعل كبش الفداء شخص الرئيس حسني مبارك او زين العابدين او حتى بشار الاسد.. خطأ ما بعده خطأ
إنه واضح تماماً – هزالة أداء كل منهم- إذ هم حقيقة مساكين، وهم فعلياً
ليسوا من يدير هذه المعركة الشرسة، ولاحتى يملكون أدوات إدارتها ،
والسلطات التي تخولهم لإدارتها،
فهؤلاء مجرد أغبياء
مستخدَمون كاحجار للشطرنج على رقعة الدولة، فهذا الرئيس أو ذاك لا يُستعمل
إلا لشفاء غليل الشعب عند الإطاحة به في حالات الهبات التي تحدث بين
الفينة والاخرى هنا او هناك. فليس لهم من الأمر شيء ،
ان هذه المعركة لا تدار الا من طرفين اساسيين في الخندق المعادي للأمة، هذان الطرفان هما:
الكافر المستعمر: بكل أطيافه ، الامريكان الفرنسيون الانكليز والروس وهم
معروفون ويعملون بشكل مباشر مع سفاراتهم ومنظماتهم الدولية المتغلغلة في
كل مرافق الحياة. وهذا الطرف من السهل كشف أوراقه و محاصرته، بل حتى طرده.
هو
جهاز أمن الدولة بفرعيه: المدني والعسكري. وهو الطرف المرعب المقيت الذي
يلعب في الخفاء، ويمسك بزمام كافة الأمور في كافة ميادين الحياة بلا حسيب
أو رقيب، بلا التزام بقانون شرعي أو وضعي، وبلا دستور او نظام،
وهذا الجهاز هو من يصنع السياسات، ويلمع الرموز، ويحدد مسارات الصراع، بل
ويصنع السقوف، وإن من أهم أدواته: الجهاز الاعلامي، ولهذا الطرف ثلاث طرق
في التمويل:
الأولى : مخصصات الحكومة
الثانية: المعونات الاجنبية المباشرة
الثالثة: الأتاوات والرشاوى التي يحصلون عليها من المستفيدين من حمايتهم من رجال اعمال ومؤسسسات كبرى وشركات دولية
واهمية هذا الجهاز انه قادر على إجهاض أي انقلاب أو ثورة أو احتجاج. بل
بامكانه تكييف أي تغيير لمصلحته او لمصلحة من يمولهم ، أنهم هم وحدهم من
يملكون أدوات إدارة الصراع ، وهم من بيدهم كافة أوراق اللعبة السياسية
والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والتجارية والإعلامية،
لسبب بسيط هو أن أي طرف من الاطراف في أي ميدان من هذه الميادين لا يمكن
أن يصل لما وصل إليه إلا إن توقف عند نقطة تفتيشهم، وفتحوا له الطريق
وأضاؤوا له الإشارة الخضراء للمضي بما هو ماض فيه.
الخلاصة
لا بد لاي حركة تعمل جديا للتغيير في مصر, لا بد لها من التنبه أن تحدد
هدفها وهو أهم وأوْلى وأوّل ما تُوجه نحوه ثورة أهل مصر المباركة أن
يُحَلّ هذا الجهاز من أساسه، لأنه ما من طريق لتحل أغلال أعناق أبناء
الأمة إلا بحل هذا الجهاز، لا بإسقاط الرئيس وحسب ولا حتى بالنيل من رأسه،
لأن استمرار فاعلية هذا الجهاز ليست مرتبطة بتاتاً بوجود هذا الوجه أو
ذاك، بل على العكس، إن انهار هذا الجهاز فلن يبق وجه من وجوه النظام
قادراً على الظهور في العلن..
اهدموا جحر الافعى وبعدها اقطعوا راس الأفعى ..خير من أن تقطّعوا ذيلها.
ان اي حدث في مصر سواء رحل مبارك او بقي لا يعني شيء مطلقا
فلا فرصة لنجاح اي تغيير او انقلاب او ثورة ان لم يفكك جهاز امن الدولة المدني والعسكري
المصدر :http://telbanaelyoum.yoo7.com